للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الاجتهاد في تصحيح نياتهم، ويرون الإخلاص أعز الأشياء وأشقها على النفس وذلك لمعرفتهم بالله وما يجب لله.

ويعرف الإخلاص الصوفية بتعريفات كثيرة ومتعددة أذكر منها تعريف الجنيد:" الإخلاص ما أريد به الله من أي كعمل كان". (١)

ويعرف الإخلاص صاحب الرسالة القشيرية: الإخلاص إفراد الحق سبحانه في الطاعة بالقصد وهو أن يريد بطاعته التقرب على الله سبحانه دون شيء آخر من تصنع مخلوق أو اكتساب محمدة عند الناس أو محبة مدح من الخلق أو معنى من المعاني سوى التقرب به إلى الله تعالى". (٢)

فلب الإخلاص لدي مفكري المسلمين جميعا هو تصفية الفعل عن ملاحظة الخلق أو انتظار مدح منهم والتوجه إلى الله {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} . (٣)

وقال تعالى {أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِص} . (٤)

ويستشهد الغزالي بقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه (لا تهتموا لقلة العمل واهتموا للقبول فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ بن جبل " أخلص العمل يجزك منه القليل". (٥)

ويهتم ابن عبد الوهاب بإخلاص في العلم ويعتبرها من أعز الأمور التي يجب على كل مسلم أن يصل إلى هذه الحقيقة ولا يتم ذلك إلا بالصدق فيقول:" المسألة كبيرة ولما ذكر الإمام أحمد الصدق والإخلاص قال بهما ارتفع القوم، ولكن يقربهما على الفهم التفكر في بعد إفراد العبادة مثل الصلاة، فالإخلاص فيها يرجع إلى إفرادها عما يخالطها كثيرا من الرياء والطبع والعادة


(١) أبو بكر محمد الكلاباذي ـ التعرف لمذهب أهل التصوف. ص٩٩.
(٢) عبد الكريم القشيري ـ الرسالة القشيرية ـ ص٩٥
(٣) البينة:٥
(٤) الزمر:٣
(٥) أبي حامد الغزالي ـ إحياء علوم الدين ـ جـ ٤ ص ٣٦٥.

<<  <   >  >>