للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وغيرها، والصدق يرجع إلى إقامتها على الوجه المشروع ولو ابغضه الناس لذلك". (١)

إخلاص العبادة لله وحده، وهو معنى قول الخليل عليه السلام: {إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} . (٢)

إخلاص الدين كله لله تحقيقا لقوله تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ} . (٣)

فإن دين الإسلام هو دين الله الذي أمر به الأولين والآخرين، ويستطرد ابن عبد الوهاب في سوق الأدلة والبراهين عن حقيقة الإخلاص وما يلزمه فيقول:"الثالثة" بل من أسلم وجهه لله وهو محسن، وفسر إسلام الوجه بما يقتضي الإخلاص، والإحسان في العمل الصالح المأمور به وهذان جماع الدين لا يعبد إلا الله، ولا نعبده بالبدع بل بما شرع". (٤)

ثم يقيم هذا العمل الخالص لله فيقول:" إن هذين الأصلين هما تحقيق الشهادتين شهادة أن (لا إله إلا الله) وشهادة أن محمدا رسول الله فالأولى تتضمن إخلاص الألوهية فلا يتأله القلب غيره...." (الثانية) " يتضمن تصديق الرسول فيما أخبر به وطاعته فيما أمر فلا حرام إلا ما حرم ولا دين إلا ما شرع". (٥)

فابن عبد الوهاب واضح الفكر والمنهج في هذا الأمر:

(١) فإخلاص الدين لله فريضة على كل مسلم ومسلمة.

(٢) العبادة تكون في حدود ما شرع الله دون إضافة أو ابتداع وقد شدد ابن عبد الوهاب على هذا الالتزام حتى لا تفسد العبادات وتشوبها الجهالات المختلفة.


(١) الدرر السنية جـ ٢ ص ٦٦
(٢) الانعام: ٧٩
(٣) البينة: ٥
(٤) الدرر السنية جـ ٢ ـ ٤٢-٤٣.
(٥) المرجع السابق.

<<  <   >  >>