للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولأن العبادة مظهر العلاقة بين العبد وخالقه، وهذا المظهر ليس للعبد حق وضعه، ولا بيان كيفيته وإنما هذا لله وحده، ولهذا منع الأصوليون الاجتهاد في الأمور التعبدية.

(١) عدم الإخلاص في العبادة تفرق الناس لأجلها بين مسلم وكافر، وعندها وقعت العداوة، ولأجلها شرع الجهاد (١) ، كما قال تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ} (٢)

(٢) يجب ان يكون الإخلاص دائما في الرخاء والشدة ويعيب على أهل زمانه فيقول:"فلا يعرفونها وهي نتيجة توحيد الإلهية. (٣)

ثالثا ـ التوكل:

إن التوكل على الله لا بد أن يكون علما وحالا وعملا والتوكل مشتق من الوكالة يقال وكل أمره إلى فلان أي فوضه إليه واعتمد عليه فيه ويسمى الموكول إليه وكيلا ويسمى المفوض إليه متكلا عليه ومتوكلا عليه.

ومن صفات المؤمنين كما وصفهم الله تعالى: {وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} (٤) وقوله: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} . وقوله: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّه} .

والتوكل من المقامات الأولى التي اعتنى بها الصوفي لكي يرقى إليها ويستطيع تحقيقها في رياضاته، ويسوق القشيري حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيان أهمية درجة المتوكلين على الله فيقول: "عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أرأيت الأمم بالموسم فرأيت أمتي قد ملؤا السهل والجبل فأعجبني كثرتهم وهيبتهم فقيل له أرضيت فقلت نعم قال ومع هؤلاء سبعون ألفا


(١) مجموعة التوحيد: ٢٣٦
(٢) سورة الانفال: ٣٩
(٣) الدرر السنية ك جـ ٢ ص ١٠٨
(٤) المائدة: ٢٣

<<  <   >  >>