للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يدخلون الجنة بغير حساب لا يكتوون ولا يتطيرون ولا يسترقون وعلى ربهم يتوكلون" فقال عكاشة بن محسن الأسدي فقال يا رسول الله أدع الله أن يجعلني منهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم أجعله منهم" فقال آخر" ادع الله أن يجعلني منهم" فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سبقك بها عكاشة". (١)

فالمتوكل دون إسراف فيه مقام محمود لا ينكره ابن عبد الوهاب على الصوفية ففي كتابه التوحيد يعقب على الحديث السالف الذكر بقوله:" الرابعة ثناؤه على سادات الأولياء بسلامتهم من الشرك، (الخامسة) كون ترك الرقية والكي من تحقيق التوحيد، السادسة كون الجامع لتلك الخصال هو التوكل (٢) " أما الجانب الذي يعيبه على الصوفية هو المغالاة في إنكارهم الجمع بين التوكل والسبب فيقول:" الجمع بين التوكل والسبب خلافا لغلاة المتفقهة وغلاة الصوفية". (٣)

ويستشهد بقصة أهل الكهف للرد على منكري الأسباب أو من يذهب إلى أن هناك تعارض بين الجمع للتوكل والأسباب فيقول:" الرد على منكري الأسباب، لأنه سبحانه قادر على إنجاء السفينة وتثبيت أبوي الغلام وإخراج الكنز له بدون ما جرى". (٤)

والتوكل عند ابن عبد الوهاب فريضة يجب إخلاصه لله تعالى لأنه من أجمع أنواع العبادة الباطنة (٥) .

وفي موضع آخر يقول:"التوكل من لوازم الإسلام والإيمان" (٦) وفي موضع آخر ذكر أنواع العبادة التي أمر بها الإسلام فيقول:" الدعاء والخوف والرجاء والتوكل والرهبة والخشوع ... فمن صرف من ذلك شيئا لغير الله فهو مشرك (٧) والدليل قوله تعالى:


(١) عبد الكريم القشيري ـ الرسالة القشيرية ص ٧٥-٧٦
(٢) مجموعة التوحيد ـ كتاب التوحيد ص ٣١.
(٣) ابن غنام تاريخ نجد ص ٦٦٧
(٤) ابن غنام تاريخ نجد ٦٣٨
(٥) مجموعة التوحيد ١٤٢-١٤٣
(٦) ابن غنام تاريخ نجد ٦٥٩
(٧) الدرر السنية جـ ١ ص ٨٣

<<  <   >  >>