للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويفسر الحديث فيقول:" ومعناه أنه إذا أحبه تاب عليه قبل الموت فلم تضره الذنوب الماضية وإن كثرت كما لا يضر الكفر الماضي بعد الإسلام وقد اشترط الله تعالى لمحبة غفران الذنب". (١)

فابن عبد الوهاب الذي يقر بالمحبة في الإطار الذي ورد في كتابه الكريم وسنة رسوله والمحكومة بالعمل لا بهجر الحياة والبعد عن تعمير الكون والمحبة عنده ثمرة للمعرفة فمن عرف الله ووقف على صفاته ومعرفة نعوته تندفع القلوب إلى محبته لأن القلوب لا تحب إلا من سبق لها معرفة به، ووجدت فيه صفات ترغبها فيه وهذا ما دفع ابن عبد الوهاب إلى التشدد في التمسك بإثبات الصفات لله تعالى والهجوم على أي فريق أنكر الصفات أو أولها ن واعتبر الكافر أعقل ممن ننكر صفات الله تعالى.

ويقول صاحب الرسالة القشيريية: المحبة حال شريفة شهد الحق سبحانه يوصف بأنه يحب العبد والعبد يوصف بأنه يحب الحق سبحانه.

ويقول الجنيد: المحبة ميل القلوب.

ومعناه: أن يجعل قلبه إلى الله وإلى ما لله منن غير تكلف. وقال غيره: المحبة هي الموافقة، معناه: الطاعة فيما أمر والانتهاء عما زجر، والرضا بما حكم وقدر. (٢)

ومثل هذا اللهو من التعريفات الصوفية للمحبة لا يرفضها ابن عبد الوهاب، لأنه يقر بالمحبة المقرونة بالمعرفة المترجمة إلى عمل في إطار الشريعة.

يرفض عبادة الله بالمحبة وحدها ويعيب هذا المسلك على الصوفية ينادي بعبادة الله بجميع أنواع العبادة كما أقرها الله سب سبحانه و: دكها رسوله ومبلغ وحيه الأمين.

أقسام المحبة لدى ابن عبد الوهاب:

تنقسم المحبة عند الشيخ إلى أربعة أقسام: ـ


(١) المرجع السابق.
(٢) عبد الكريم القشيري ـ الرسالة القشيرية ص ١٤٤

<<  <   >  >>