للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بين مسلم وكافر، وعندها وقعت العداوة ولأجلها شرع الجهاد. (١)

ومن الأشياء التي أثارت ثورة ابن عبد الوهاب شد الرحال من الأماكن البعيدة إلى القبور للتقرب إلى المقبورين والتوسل بهم وقراءة القرآن والأوراد على القبور، ولأرواح المقبورين والصلاة إليها واستقبالها، والبناء عليها وتجصيصها وإيقاد السرج فوقها والطواف حولها، وفي هذا يقول:" ولكن هذه الأمور من أسباب حدوث الشرك، فيشتد نكير العلماء لذلك، كما صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:" لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد". (٢)

ورغم إنكار ابن عبد الوهاب هذه الأفعال من ألوان التوسل والتقرب على الأولياء والصالحين من أهل القبور والإحياء إلا أنه لم ينكر التوسل المشروع وهاك الأدلة:.

مما هو متفق على جوازه أن الحي يطلب منه سائر ما يقدر عليه، سواء أكان بلفظ الاستغاثة أو بغيرها فيقول:

" فإن الاستغاثة بالمخلوق على ما يقدر عليه لا ننكرها كما قال تعالى في قصة موسى {فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ} (٣) وكما يستغيث الإنسان بصاحبه في الحرب وغيرها في الأشياء التي يقدر عليها المخلوق ونحن أنكرنا استغاثة العبادة التي يفعلونها عند قبور الأولياء أو في غيبتهم في الأشياء التي لا يقدر عليها إلا الله.

ويستطرد ابن عبد الوهاب في بيان عقديته حول المشروع من الاستغاثة، مثل الاستغاثة بالأنبياء يوم لقيامة يريدون منهم أن يدعوا الله أن يحاسب الناس حتى يستريح أهل الجنة من كرب الموقف، وهذا جائز في الدنيا والآخرة. مثل أن تأتي عند رجل صالح حي يجالسك ويسمع كلامك وتقول له: ادع الله لي، كما كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه في حياته فيقول:" وأما بعد موته


(١) مجموعة التوحيد ٢٣٦
(٢) ابن غنام ـ تاريخ نجد ـ ٥٢٧
(٣) مجموعة التوحيد:٢٣٢

<<  <   >  >>