للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فحاشا وكلا أنهم سألوه ذلك عند قبره، بل أنكر السلف على من قصد دعاء الله عند قبره، فكيف دعاؤه بنفسه صلى الله عليه وسلم". (١)

ويرد ابن عبد الوهاب على من يأخذ من قصة إبراهيم عليه السلام لما القي في النار واعترض له جبريل وسأله: ألك حاجة فإن مساعدة جبريل وهو كما وصفه الحق تعالى} شَدِيدُ الْقُوَى {ولو أمره الله تعالى أن يفعل أي شيء لفعل، ومثل هذا مثل رجل غني له مال كثير يرى محتاجا فيعرض عليه أن يقرضه، او أن يهب له شيئا ليقضي به حاجته، فيأبى ذلك المحتاج أن يأخذ، ويصبر حتى يأتيه الله برزق لا منة لأحد، ثم يتساءل" فأين هذا من استغاثة العبادة والشرك لو كانوا يفقهون؟ ". (٢)

وفيما يلي نعرض لأنواع التوسل المشروع التي توافق ما ورد في كتاب الله وسنة رسوله وقبلها أهل السنة والسلف الصالح:

النوع الأول: التوسل إليه بأسمائه وصفاته، قال تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} (٣)

وقال تعالى: {إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ} . (٤)

وقال عن أيوب عليه السلام: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ} . (٥)

النوع الثاني بالصلاة كما تقبل الدعوة.

وذلك كصلاة الاستسقاء، وصلاة الاستخارة والدليل على ذلك قوله تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ} (٦) ولهذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا همه


(١) مجموعة التوحيد:٢٣٢
(٢) المرجع السابق
(٣) الاعراب: ١٨٠
(٤) المؤمنون: ١٠٩
(٥) الانبياء: ٨٣-٨٤
(٦) البقرة: ٤٥

<<  <   >  >>