للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتيقن محمد بن عبد الوهاب أن السبيل إلى ضمان استمرار المجتمع المسلم على كلياته الخمس يتوقف على الكلية الخامسة وهي التعلم. من هنا كان حرصه على تعليم اتباعه وترغيبهم في التعلم واهتمامه بعامتهم وخاصتهم في هذا الخصوص ووضعه الأسلوب الأمثل لتعليم كل حسب استعداده فيقول:"ينبغي للمعلم أن يعلم الإنسان على قدر فهمة" (١) ثم يفصل درجات الناس ويعطي كلا حسب قدر ثقافته وذكائه. ويجدد غاية العلم والتعلم في أن يعرف المسلم الحقوق التي علية. ثم يرتب له الحقوق بدءا بالأدنى وترقبا إلى الأعلى"فيصف له الحقوق الخلق مثل حق المسلم على المسلم وحق الأرحام وحق الوالدين وأعظم من ذلك حق النبي"ثم حق الله وحق الله عليك. (٢)

ومن مصنفات محمد بن عبد الوهاب التي عالج فيها الجانب التربوي في أوساط العامة "تلقين أصول العقيدة للعامة (٣) "

ومن حقوق المسلم على المسلم تلك التي يتبادلها الحاكم والمحكوم مما يعرف حديثا بالحقوق العامة، ولا يستقيم شأن جماعة إنسانية إلا على قاعدة واضحة تستقر عليها هذه الحقوق التي أصبحت مجالا للنص عليها في الدساتير والقوانين الأساسية.

وابن عبد الوهاب يضع هذا النوع من الحقوق في مكان الصدارة من تفكير ويسوق لذلك الاستشهاد بالحديث الصحيح:

"إن الله يرضى لكم ثلاث: ألا تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم" (٤) .

واستدلالا بهذا الحديث يرتفع محمد بن عبد الوهاب بمركز ولي الأمر من حيث حتمية وجوده ووجوب طاعته والانقياد له إلى حد اعتبار مخالفته والخروج عليه من مسائل الجاهلية التي تتلو درجة الشركة بالله والتفرق في الدين إذ يقول


(١) عبد الرحمن العاصمي القحطاني. الدرر السنية جـ ١ ص٩٨
(٢) المرجع السابق
(٢) .مجموعة التوحيد ـ الرسالة الخامسة ص ٢٥٧، ٢٥٨
(٤) مجموعة التوحيد ـ رسالة مسائل الجاهلية. ص٢٣٧

<<  <   >  >>