للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حريصا على النصر وعلى استخدام كل سلاح يؤدى به إليه. وللحق فقد بذل محمد بن عبد الوهاب جهدا واضحا للحد من آثار ردود الأفعال الناجمة عن الصراع على مفهوم القضايا والمسائل المتعلقة بالاعتقاد فسجل في رسائله إلى أمراء مكة المكرمة ما يدل على ذلك وأرسل من أتباعه من يناظر علماء مكة المكرمة وتفيض رسائله إلى أمراء مكة وعلمائها بتوقير أهل البيت وإجلالهم وإبداء الرغبة في النزول عند مقتضى الشرع من ذلك ما كتب به إلى شريف مكة عام١١٨٦هـ ردا على كتابه إليه".. المعروض لديك أدام الله فضل نعمه عليك حضرة الشريف أحمد.. أعزه الله فى الدارين وأعز به دين جده سيد الثقلين أن الكتاب لما وصل إلى الخادم وتأمل ما فيه من الكلام الحسن رفع يديه بالدعاء إلى الله بتأييد الشريف ... ولما طلبتم من ناحيتنا طالب علم امتثلنا الأمر وهو واصل اليكم ويحضر في مجلس الشريف أعزه الله تعالى هو وعلماء مكة فإن اجتمعوا فالحمد لله تعالى على ذلك وإن اختلفوا أحضر الشريف كتبهم وكتب الحنابلة والواجب على كل منا ومنهم أن يقتصد بعلمه وجه الله ونصر رسوله" (١) وقد جرت المناظرة بين عالم نجد وعلماء مكة حول ثلاث مسائل: ما نسب إلى اتباع محمد بن عبد الوهاب من التكفير بالعموم وهدم القباب التي على القبور وإنكار دعوة الصالحين للشفاعة "فذكر لهم الشيخ عبد العزيز "موفد محمد بن عبد الوهاب " أن نسبة التكفير الينا زور وبهتان علينا" (٢) .

ولم يأل محمد بن عبد الوهاب جهدا في التزام الموضوعية لدى توضيح مسائل التوحيد التي يراها قاعدة للإيمان نافياً ما نسبه إليه خصومه من أنه يكفر بالعموم ويوجب الهجرة إلى جماعتهم على من قدر على إظهار دينه ثم أوضح أنه "لا يكفر أحدا من المسلمين بذنب ولا يخرجه عن دائرة الإسلام "٣ وإنما يبين حقيقة التوحيد بأقسامه وضده الشرك بأقسامه ويبين أنواع الكفر التي قد يقع فيها العباد ليحذروها حرصا على سلامة دينهم.

والكفر يقع لدى إخلال العبد بحق الله على وجه الجحود له أو إخلاله


(١) ابن بشر عنوان المجد. ج ١ تعليق المحقق ونص الرسالة هامش ص ٧٦
(٢) ابن بشر. عنوان امجد المرجع السابق
(٣) الدرر السنية. ج ١ ص ٣٠

<<  <   >  >>