للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أهل الشرك وساعون في قتالهم ويتعذر أو يشق عليه ترك وطنه فيقاتل أهل التوحيد مع أهل بلده ويجاهد بما له ونفسه فهذا أيضا كافرا (١)

ونحن نلمس في هذه الأنواع الثلاثة من أنواع الكفر التي ذكرها ابن عبد الوهاب مدى تأثره برد فعل العداوة التي حوصر بها وأتباعه ومحاولته إخراج العديد من المسلمين الذين وقفوا على الحياد في هذا الصراع عن حيادهم ليحددوا مواقفهم مع الحركة الوهابية أو مع خصومها.

ويبقى أن نقرر أنه رغم تأثر ابن عبد الوهاب بجو الصراع لدى تحديده أنواع الكفر فقد ظل في دائرة المنهج الموضوعي، إنه يحدد أنواعا للكفر ولا يرمي أناسا معينين به.

نأتي بعد ذلك إلى تبيان وجهة النظر في هذه المسألة:

وانطلاقا مما أسلفنا بيانه في مستهل هذا الفصل فإني أرى أن الإسلام منوط بشهادة: لا إله إلا الله. محمد رسول الله، فمن نطق بالشهادتين فقد أسلم، ولا يخرجه عن الإسلام معصية يرتكبها أو نية يستنبطها تخالف ما أعلنه.

ذلك هو الإسلام الذي قبله رسول الله صلى الله عليه وسلم من الناس وخلت الأيام بالسلف عليه.

فالحديث: أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله فإن قالوها فقد عصموا منى دمائهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله.

من ذلك يتبين أننا أمام أمور ثلاثة:

الأول: الإسلام الذي يدخل به الإنسان في إطار الجماعة الإسلامية ويستحق به وصف المسلم وتثبت له به حقوق المسلم وتجب عليه واجباته.

الثاني: الإسلام الذي يقبله الله من العبد ويكتب له به الجنة.


(١) ابن غنام ـ تاريخ نجد ص: ٤٣٩

<<  <   >  >>