للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الثالث: حكم المسلم عند الإخلال بالحقوق المترتبة عليه بوصف أنة مسلم وهي حقوق: لا إله إلا الله المشار إليها في الحديث: إلا بحقها.

الأول

الإسلام الذي يدخل به العبد في الجماعة الإسلامية ويستحق به وصف المسلم. شهادة لا إله إلا الله محمد رسول الله فمن نطقها بإرادة الدخول في الإسلام فهو مسلم. آمن قلبه أم لم يؤمن. دليل ذلك الإذن للأعراب بأن يقولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبهم: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْأِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ} ١.إلى غير ذلك من الأدلة التي أشرنا إليها في مفتتح هذا الفصل.

الثاني

الإسلام الذي يقبله الله من العبد طريقا إلى الجنة: هو أن ينطق بالشهادتين مخلصا وهنا يجتمع القلب واللسان معا وعمل القلب مرجعة إلى الله وحده فليس كل من أسلم في عالم الناس كتب في عالم الغيب عند الله مسلماً.

الثالث

حقوق لا إله إلا الله محمد رسول الله وحكم الإخلال بها:

متى أسلم المرء ترتبت عليه حقوق وواجبات سواء كان مخلصاً في إسلامه أو منافقا، فإن قصر في آداء هذه الحقوق أو تراخى عوقب على تقصيره وأجبر على الأداء، وكان عقابه إجباره بوصف أنه مسلم حتى لو وصل هذا العقاب إلى إهدار دمه في حد من الحدود الموجبة للقتل فهو يقتل بوصف أنة مسلم محدود ولا يخرجه عن القتل حداً عن الإسلام إلا أن يرتد بكفر صريح.

ومتى كان ذلك كذلك فليست بنا حاجة إلى القول بكفر من أخل بحق


١ الحجرات آية:١٤

<<  <   >  >>