للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من آل سعود وذريته الشيخ محمد بن عبد الوهاب١وكان لتكليف السلطان العثماني لمحمد علي باشا بإخراج الوهابيين من الحجاز أثره في تقوية سلطة محمد علي الذي عمل على انتهاز الفرصة للقضاء على خصومه السياسيين في مصر وهم المماليك فجعل من حفل توديع ابنه طوسون على رأس الحملة المتجهة إلى بلاد العرب مناسبة دعا فيها أمراء المماليك إلى حفل الوداع فى القلعة ليجعل من وليمة استضافتهم مذبحة عامة استأصل فيها سائر أمراء المماليك وقضى نهائيا على شوكتهم.٢

ولو حاولنا تقصي الآثار السياسية غير المباشرة التي جلبتها دعوة محمد بن عبد الوهاب لطال بنا المقام، إذ لا يتسع نطاق بحثنا لهذا الاستقصاء، فإنا نكتفي بالإشارة إلية مؤملين أن تلقى هذه الناحية اهتماما أكبر من الباحثين في هذا المجال.

وبحسبنا أن نشير في إجمال إلى أن من جملة الآثار غير المباشرة لهذه الدعوه أن نما في العرب الإحساس بالقومية العربية حيال القومية التركية المتسلطة عليهم حتى قيل"إن القومية العربية هي الدافع الوحيد لكثيرين من مؤيدي آل سعود ... ومنهم من كان على غير دين ابن سعود ٣.

ولعل إزكاء نعرة القومية العربية ومحاولة ربطها بالحركة الوهابية كان من أثر كتابات المستشرقين الذين أولوا الحركة الوهابية اهتماما بالغا يعود في الأساس إلى رغبة الكثيرين منهم اتخاذ هذه الحركة أداة لهدم وحدة الدولة العثمانية.

ولا يفوتنا في ختام الحديث عن الأثر السياسي لدعوة محمد بن عبد الوهاب أن نلفت النظر إلى أن فكر الشيخ ومنهجه كان أبعد ما يكون عن


(١) ابن بشر. عنوان المجد في تاريخ نجد ج١ ص ٢٨٧.
(٢) محمد فريد بك. تاريخ الدولة العلية العثمانية. ص ٣٠٤، وقد أشاد المؤلف بمذبحة المماليك التي ارتكبها محمد على باشا وعبر عن ذلك بقولة:"ولو لم يكن لمحمد علي باشا من الأيدي البيضاء على مصر سوى تخليصها من شر المماليك لكفى لتخليد ذكره وتمجيد اسمه"
(٣) عبد الكريم أبا الخيل. العربية السعودية. ص ١٤

<<  <   >  >>