للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

واحتج من ذهب إلى أن الطهر لا يثبت حتى ترى الحائض القصة البيضاء بما روي عن عائشة رضي الله عنها" أن النساء كن يبعثن إليها بالدرجة فيها الكرسف فيه الصفرة فتقول لا تعجلن حتى ترين القصة البيضاء تريد بذلك الطهر من الحيضة وبلغ ابنة زيد بن ثابت أن نساء يدعون بالمصابيح من جوف الليل ينظرن إلى الطهر فقالت ما كان النساء يصنعن هذا وعابت عليهن" (١)

وممن رأى أن الطهر لا يكون إلا بالبياض: أسماء بنت أبي بكر (٢) ، وعمرة (٣) ، وعطاء (٤) ، ومكحول (٥) ، والزهري (٦) ، وعبد الرحمن بن مهدي (٧) ،

وبه قال أبو حنيفة (٨) ، ومالك (٩) ،والشافعي (١٠) ،وأحمد (١١)

وممن قال تطهر بالجفاف: ابن حبيب من المالكية، حكى عنه ابن عبد البر قال:" تطهر بالجفوف وإن كانت ممن ترى القصة البيضاء.


(١) أخرجه البخاري تعليقا في كتاب الحيض /باب إقبال المحيض وإدباره ج١/ص١٢١،ووصله مالك في الموطأ١/٥٩ كتاب الطهارة (٢) باب طهر الحائض (٢٧) حديث رقم (٩٧) من طريق يحيى بن بكير.ومن طريق مالك أخرجه البيهقي في كتاب الحيض باب الصفرة والكدرة في أيام الحيض حيض ١/٣٣٥.والدرجة بضم الدال وسكون الراء يريد بها خرقة تجمع فيها هذا الكرسف وهو القطن الذي احتشت به. مشارق الأنوار ج١/ص٢٥٦ وهو أشبه بالحفاظة التي تستعملها النساء في عصرنا.
(٢) تقدم ص ١٣هامش (٣٩)
(٣) تقدمص١٣هامش (٤٠)
(٤) تقدم ص١٣هامش (٤١)
(٥) تقدم ص١٣هامش (٤٢)
(٦) تقدم ص١٣هامش (٤٣)
(٧) ذكره عنه ابن المنذر في الأوسط٢/٢٣٥، وابن حزم في المحلى٢/٢٢٩
(٨) ينظر الأصل لمحمد بن الحسن١/٣٣٧، والمبسوط للسرخسي٢/١٩
(٩) المدونةالكبرى١/٥٠ إلا أنه قال: إن كانت ممن ترى القصة البيضاء فحين ترى القصة البيضاء وإن كانت ممن لاترى القصة البيضاء فحين ترى الجفوف فتغتسل وتصلي.قال ابن القاسم والجفوف عندي أن تدخل الخرقة فتخرجها جافة.
(١٠) الأم باب الرد على من قال لا يكون الحيض أقل من ثلاثة أيام ١/٨٣،٨٤، والمجموع ٢/٣٨٩
(١١) ينظر المغني ١/٢٠٢

<<  <   >  >>