يؤمنُ باليومِ الآخرِ فيرجو الجنةَ ويحذر الآخرةَ وعقابَها، وهذا الإيمانُ من أعظمِ الدوافعِ على قيامِ الليلِ. قال تعالى:(أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ)[الزمر:٩] .
يؤمنُ بالقدر خيرِه وشرِّه، فلا يجزع لما فاته ولا ما أصابه، ولا يسبّ قدرَ الله، ولا يعترضُ عليه أو يشكوه، فإنما يسبُّ ربَّه ويشكو ربَّه، وهل قدَّر عليه إلا الله؟!
وكلُّ هذا الإيمانِ يكون نابعًا من إيمانِه بكتابِ ربِّه وما جاء فيه من الخبرِ والأمرِ، فإذا قام وقرأ القرآنَ، وكان على يقينٍ وإيمانٍ بأنه كلامُ ربِّه واستحضر أن اللهَ يحادثُه ويُكَلِّمُه؛ خشعَ له واقشعرَ له جلدُه، قال تعالى:(اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ)[الزمر:٢٣]
٣-محبةُ اللهِ والتعلُّقُ به سبحانَه، لأنَّ من أحبَّ أحدًا حرص على لقائِه وحديثِه والاستماعِ إليه، فلا يشكو إلا له، ولا يأنسُ إلا بحديثِه، فإذا تحدَّث غيرُه لم يزدْ لحديثِ ربِّه إلا حبًّا وتعلقًا وشوقًا.
باللهِ عليك يا أخي أليس لك أحدٌ تحبُّه وتحبُّ مجلسَه وحديثَه؟ تجده قريبًا إلى قلبِك.. سلْ ... نفسَك إلى أيِّ مدىً تحترم موعدَه لك.. هب أنه غاب عنك ووعدَك لقاءً بعدَ حينٍ.
ألستَ تنتظرُ حين موعده وتذكرُه وتهيءُ نفسَك لاستقبالِه؟! لو طلبَ منك أحدٌ سواه أن تأتيَه في هذا الوقت اعتذرتَ إليه ولم تُجب دعوتَه.. بل قد تُحرِّصُ أهلَك أن يذكِّروك أو يوقِظوك إن كان وقتَ نومٍ، لحرصِك على أن لا تفِّوتَ لحظةَ لقائِه.. سلْ نفسَك يا أخي.. من هذا الذي تحرصُ عليه هذا الحرصَ؟!