عن عبدِ اللهِ بنِ عمرِو بنِ العاصِ -رضي اللهُ عنهما- قال: قال رسولُ اللهِ -صلى اللهُ عليه وسلم-: (يا عبدَ اللهِ، لا تكن مثلَ فلانٍ كان يقومُ الليلَ فترك قيامَ الليلِ) متفق عليه.، ويدلُّ الحديثُ على كراهةِ قطعِ ما يعتاده الإنسانُ من أعمالِ البرِّ لغيرِ عذرٍ.
وليس أحدٌ يقومُ في الليلِ ويكتبُ اللهُ له القيامَ إلا والله يحبُّه، حيث جعله يناجيه ويتلو كتابَه، ويتغنَّى به، وهذا شرفٌ عظيمٌ لا يُحرمه إلَّا من حرَمه اللهُ، نعوذ بالله من الحرمان.
فصلٌ
فيما جاء عن رسولِ اللهِ -صلى اللهُ عليه وسلم- في قيامِ الليلِ
لقد عقدتُ هذا الفصلَ لأبينَ حرصَ رسولِ اللهِ -صلى اللهُ عليه وسلم- على القيامِ، وحالَه فيه من الخشوعِ والبكاءِ والتطويلِ، ولستُ أريدُ بعقدِه بيانَ هديِه في القيامِ وعددَ ركعاتِه وأحوالَ قنوتِه وغيرَها لأني لن أستوعبَها في هذه الصفحاتِ.
والتطويلُ هنا مخالفٌ لجملةِ الرسالةِ، وإنما أُحيل القارئَ الكريمَ على بعضِ الكتبِ التي وصفت قيامَه -صلى اللهُ عليه وسلم-. وبينَّت أحكامَ هذا القيامِ سواءً أكان ذلك في كتابٍ مفردٍ أم في جزءٍ من كتابٍ قديمًا وحديثًا.
فمِمَّن كتبَ فيه ابنُ القيَّمِ -رحمه اللهُ- في كتابِه القيمِ المشهورِ (زادِ المعادِ (١) ، وممن أفرد له كتابًا من المحدثين الدكتور فيحان المطيري في كتابِه (إسعافِ أهلِ العصرِ بما وردَ في أحكامِ الوترِ) .
وأُورِد بعضَ الأحاديثِ التي تبيِّنُ حرصَه -صلى اللهُ عليه وسلم- على قيام الليل:
١- عن أبي ذرٍ -رضي اللهُ عنه- قال: قام النبيُّ -صلى اللهُ عليه وسلم- حتى أصبحَ بآية (إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)[المائدة:١١٨] رواه ابن ماجه وحسنه الألباني.