وَأَجَازَ الْفراء: لَيْت زيدا قَائِما، بِنصب خبر " لَيْت "، ويجريه مجْرى: أَتَمَنَّى زيدا قَائِما.
وَقد قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: إِن الَّذِي ذهب إِلَيْهِ الْفراء لُغَة عكل ينصبون خبر " لَيْت " وَأنْشد على ذَلِك قَول النمر:
(أَلا لَيْتَني حجرا بواد ... أَصمّ وليت أُمِّي لم تلدني)
فَإِن قُلْنَا: إِن " جذعا " نصب على الْحَال كَانَ قَوْله " فِيهَا " خبر " لَيْت "، أَي لَيْتَني كَائِن أَو مَوْجُود فِي أَيَّام نبوتك كَقَوْل كَعْب بن لؤَي ابْن غَالب:
(يَا لَيْتَني شَاهد فحواء دَعوته ... حِين الْعَشِيرَة تبغي الْحق خذلانا)
ويروي: فحوى نبوته.
قَوْله: " يَا لَيْتَني أكون حَيا حِين يخْرجك قَوْمك ":
حَيا: خبر " أكون " وَهَذَا يُقَوي نصب " جذعا " الْمُتَقَدّم على إِضْمَار " أكون " ودلنا هَذَا الظَّاهِر على ذَلِك الْمُقدر لِأَن كلتا الجملتين تمن، تمنى الْحَيَاة عِنْد إِخْرَاج قومه لَهُ حبا لنصره ورغبة فِي جِهَاد أعدائه، وَتمنى الْقُوَّة والشباب فِي زمن النُّبُوَّة ليظْهر غناؤه، وتتضاعف مؤازرته واعتناؤه.
قَوْلهَا: " فَقَالَ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم -: أَو مخرجي هم؟ ":
وَفِي رِوَايَة صَالح عَن الزُّهْرِيّ: " أَو مخرجي قومِي؟ ".
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute