للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[المقدمة]

الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصَّلاةُ والسَّلامُ على أشرفِ الأنبياءِ والمُرسلِين، وبعدُ:

فعِلمُ " الحديث " عِلمٌ جليلُ القَدْرِ، رَفيعُ المكانةِ، وهو المصدرُ الثَّاني في التشريعِ، بعدَ " القُرآنِ الكريمِ "، أفنى العُلماءُ أعمارَهم في حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، رِحلةً، وسماعًا، وروايةً، وتدوينًا، ونقله إلى الأمة جيلًا بعد جيل.

وتفنَّنوا في: " تدوينهِ "، و " شرحهِ "، وبيانِ " غريبهِ "، وحلِّ " مُشْكِله "، وكشفِ " مُبْهمِه "، وبيانِ " درجتهِ " قُوَّةً وضعْفًا، وأحوالِ " رِجالهِ " قبولاً وردًّا، فيذكرونَ بيانَ حالِ الرَّاوي، وشيوخهِ، وتلاميذهِ، ودرجتهِ، بل يذكرونَ التفريقَ بين مُتشابهِ أَسماءِ الرَّاوي، واسمهُ الأول أو الثاني أو الكنية، وألفوا فيه التصانيف الدقيقة ...

ومن شِدَّةِ ضبطِهم، وعِنايتِهم بـ " الحديثِ "؛ ألَّفوا في ضبطِ أسماءِ الرُّواةِ، في تقديم أو تأخيرٍ، وأسموه " المؤتلف والمختلف "، ومَن تفرَّدَ بالرواية، ومَن كثُرتْ رِوايتهِ ... إلى غيرِ ذلكَ مما هو مشْهورٌ في عِلم " مصطلح الحديث "، ومِن ذلك " سلاسلُ الإسنادِ ".

* * * *

[أَصَحُّ السَّلَاسِلُ]:

اختلفَ العُلماء في أيهم أصح سلسلة:

١ ـ فقيل: الزهري عن سالم عن أبيه - رضي الله عنه -.

اختاره: أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه. قاله ابنُ الصَّلاح.

<<  <   >  >>