للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال الله تعالى: (اُدعوا رَبَكُم تَضَرُعاً وَخُفيَةً إِنّهُ لا يُحِبُ المُعتَدين..) فسر بعضهم الإعتداء برفع الصوت ويدل عليه قوله تعالى: (وَلا تَجهَر بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِت بِها وَابتغِ بَينَ ذلِكَ سَبيلا..) قيل نزلت في الدعاء وقال تعالى: (إِذ نادَى رَبُهُ نِداءً خَفِيا ... ) وفسر الاعتداء أيضاً بأَن يطلب في دعائه ما لا يتأتى الوصول إليه كمن يطلب منازلا كمنازل الأنبياء وفسر أيضا بالمظلوم إذا دعا على من ظلمه لا يجوز أن يطلب زيادة على قدر الظلامة فليس لمن شتم أو ضرب أو غصب منه مال أن يدعو على ظالمه بأخذ روحه أو بهلاك جميع أمواله بل طريقة أن يقول اللهم كافه أو قابلهم اللهم عليك به وهذا التفسير الأخير ذكره القرافي وهو موافق لظاهر قوله تعالى: (فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ... ) وفي مسند الإمام أحمد عن عبد الله بن مغفل أنه سمع إبنا له يقول اللهم إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة إذا دخلتها عن يمين فقال يا بني إسئل الله وتعوذه من النار فإن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (سيكون بعدي قوم من هذه الأمة يعتدون في الدعاء والطهور) .

وَما سَأَلتَ تَمَهَل في طُلابِكَ هو ... وَلا تَعجَل وَكُن في النَجحِ ذا مَهلِ

ينبغي للداعي أن لا يستبطىء الاجابة فيترك الدعاء لقوله صلى الله عليه وسلم: (يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول دعوت فلم يستجب لي) ويستحب له تكرير دعائه وهو معنى قوله:

كَرِر دُعاكَ لا تَترُكهُ مِن ضَجرِ ... قَد يفتَحُ القَرعُ باباً سُدَ بِالقُفلِ

قالت رابعة العدوية لصالح المزي وكان يقول كثيرا من آدمن قرع باب يوشك أن يفتح له فقالت رابعة إلى متى تقول من اغلق هذا حتى يستفتح فقال صالح شيخ جهل وامرأة علمت وقر اشرت إلى قول رابعة في هذا البيت.

هذا وَبابُ الذي تَدعوه مُنفَتِحُ ... عَلى الدَوامِ فَطِب يا واسِعَ الأمَلِ

<<  <   >  >>