أصَبرت عن عمي الذي ... كان المؤامرَ والمؤازِرْ؟
إخوانهُ النَفر الشراةُ ... ذوو الفضيلة والبصائرْ
يا عم كنتَ لسان قَومِك ... حين يجتمعُ المعاشِرْ
فلأبْكِينَّك بالغداة ... وبالأصائل والهواجرْ
ولئن بكيت لقد رزئتُ ... بفارسٍ بطلٍ مغاورْ
قال: ولها أيضاً ترثيه:
ما بال دمْعك يا مليكَةُ جارٍ ... أم ما لقلبك لا يَقرُّ قرار؟
أم لنفسِك ليس يسكنُ حزْنها ... ليلاً، وليس نهارها بنهار؟
جَزعاً على من كان يجمع شملنا ... ونعِدُّه لنوائب وعَثَار
لوْ كنت أملك دفع ذلك لم تكن ... يا عمِّ بين نضائدٍ وغُبار
ألقيتُ جلبابي لعِظم رزيتي ... وبرزْتُ سافرةً بغير خِمار
زُرت المقابر كي أسَلي عبرتي ... هيهات ممن زرت بعْد مَزار
فَلتبك نسوانُ الشُراةِ بعبرةٍ ... عند الحروب وكل كهل شاري
وليبكه المولى، وطالبُ حاجةٍ ... عند العِشاءِ، وكلُّ ضَيفٍ طاري
أين الذين إذا ذكرت فعالهم ... عرفوا بحسن عفافَةٍ ووقارِ؟
أين الذين إذا أتاهم سائلٌ ... بذلوا له أموالهم بيسار؟
أين الذين إذا ذكرنا دينهم ... قالت عشائرهم: همُ الأخيارُ
قال وقالت أيضاً:
أبكي المغيَّبُ في الثرى ... بين النضائد والصفائح
أبكي وحقَّ لي البكاء ... مع الغوادي والروائحْ
فلأبْكينك ما غدت شمسٌ ... وما جرت البوارح
من ذا يرجَّى للنصيحة ... حين تُعتقد النصائح؟
أم من يرجَّى للقريب ... ومن يكون لكل نازح؟
أم من يؤمَّل لليتيم ... وكل ذي غربٍ ونائح؟