قال ابن الأعرابي: النازلين نصب على أنه اتبعه القوم في المعنى لأن معناه النصب، كأنها قالت: لا يبعد الله قومي النازلين. وقولها:" في غير ما فحش " يقول: يزوجرنها بعفاف من ألسنتهم لا يذكرون الفحش في الزجر.
أخبرنا ابن دريد، قال: أخبرنا أبو الحاتم قال: حدثنا يوسف، قال حدثنا جرير عن المغيرة، قال: ذكر شعر الخرنق بنت هفان عند عبد الرحمن بن أبي نعيم:
لا يبعدن قومي الذين هم ... سم العداة وأفة الجزر
النازلين بكل معترك ... والطيبون معاقد الأزر
فقال: ليس أولئك، أولئك المدفونون في بيت عائشة، يعني النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر رحمها الله. قال ابن دريد: وأخبرنا أيضاً أبو الحاتم عن أبي عبيدة على هذه الرواية: النازلين والطيبون.
وكتب إلي أحمد بن عبد العزيز، أخبرنا عمر بن شبة قال: قالت: خرنق بنت هفان ترثي أهلها:
لا يبعدنْ قومي الذين همُ ... سَمُّ العداة وآفة الجزرِ
النازلون بكل معتركٍ ... والطيبون معاقِدَ الأزرِ
إنْ يشربوا يهَبوا، وإن يدَعوا ... يتواعظوا عن منطقِ الهجرِ
قومٌ إذا رَكبوا سمعتَ لهم ... لغطاً من التأييه والزجرِ
والخالطين نحيتهم بِنضارهم ... وذوي الغنى منهم بذي الفقرِ
هذا ثنائي ما بقيتُ عليهم ... فإذا هلكت أجنَّني قبري