للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

قال الأخفش تريد بأبي، فعوضت الألف من الياء، وهو شاذ قليل، وأكثير ما يقع في النداء.

بُنَيا عجوزٍ حرَّم الدهرُ أهلها ... فما إن لها إلاَّ الإله سواهُما

هما أخوا في الحربِ من لا أخا له ... إذا خاف يوماً نبوةً فدعاهما

هما يلبسانِ المجدَ أحسَنَ لِبسَةٍ ... شَحيحانِ ما اسطاعا عليه كلاهما

إذا استغْنيا خبَّ الجميعُ إليهما ... ولم ينْأ مِنْ نفعِ الصديق غِناهما

إذا افتقرا لم يجثما خشية الردى ... ولم يخشَ رُزأ منهما مولياهما

إذا نزلا الأرضَ المخوف بها الردى ... يخفِّضُ من جأشيْهما منصلاهما

شهابانِ منا أوقدا ثمّ أخمدا ... وكان سناً للمدلجينَ سناهما

لقد ساءني أنْ عنَّستْ زوجتاهما ... وأن عُريتْ بعد الوجى فرساهما

ولن يلبث العرشان يُستَلُّ منهما ... خيارُ الأواسي أن يميل غَماهما

ويروي: منها عظام الأواسي أن يزول ذراههما.

الأواسي: الأساسات، وذراهما: أعلاهما.

كتب إلي أحمد بن عبد العزيز، أخبرنا عمر بن شبة قال: قالت: حبيبة بنت عتيق من بني تيم اللات بن ثعلبة، تبكي قومها وأفناهم الطاعون:

ألا إنّ عيني لم تَنَمْ لاعتلالها ... ولكن أوان جمدها واحتفالِها

<<  <   >  >>