نقل التاج السبكي عن شيخه الحافظ الذهبي ووالده الشيخ الإمام السبكى أن الإمام أبا عبد الرحمن النسائي أحفظ من الإمام مسلم صاحب الصحيح وأن سننه أقل السنن حديثًا ضعيفا بعد الصحيحين وقال بعض الشيوخ إنه لم يوضع مثل مصنفه في الإسلام وأنه أشرف المصنفات كلها وقد قال ابن منده وابن السبكي وأبو على النيسابوري وأبو أحمد بن عدي والخطيب والدارقطني: كل ما في سنن النسائي صحيح غير تساهل صريح.
وقال الحافظ أبو على: للنسائي شرط في الرجال أشد من شرط مسلم. وكذلك كان الحاكم والخطيب يقولان إنه صحيح وان له شرطا في الرجال أشد من شرط مسلم. لذلك كان بعض علماء المغاربة يفضله على البخاري وكان رضي الله عنه شافعي المذهب. وله مناسك الحج على مذهب الإمام الشافعي رضي الله عنه.
قال السيد جمال الدين: صنف الإمام النسائي في أول الأمر كتابًا يقال له السنن الكبرى وهو كتاب جليل ضخم الحجم لم يكتب مثله في جمع طرق الحديث وبيان مخرجه.
"المجتبى" ومنزلته بين الصحاح
قال ابن الأثير: سأل بعض الأمراء الإمام النسائي أجميع أحاديث كتابك صحيح؟ فقال الإمام (لا) فأمره الأمير بتجريد الصحاح منه فصنع من السنن الکبري کتابًا أسماه (المجتنى) أو (المجتبي) وكلاهما صحيح. لكن الأشهر هو الأخير. استخلصه من السنن الكبرى من كل حديث حسن لم يتكلم في أصله ولا في إسناده ورواته بالتعليل أو التجريح. فإذا أطلق المحدثون وقالوا رواه النسائي فمرادهم هذا المختصر المسمى بالمجتبي لا السنن. وهو أحد الكتب الستة الكبرى وكذلك إذا قالوا الكتب الخمسة أو الأصول الخمسة لم يكن مرادهم غير البخاري. ومسلم وسنن أبي داود. وجامع الترمذي. ومجتبي النسائي
[طرف من أخباره]
سئل رحمه الله تعالى عن اللحن يوجد في الحديث فقال: إن كان شيء تقوله العرب وإن كان لغة غير قريش فلا تغيير لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكلم الناس بكلماتهم. وإن كان