قال الحكيم مرزبان: بلغني أنه كان فيما مضى أسد عظيم الخلقة جسيم الشقة كثير المكارم سليل الأكارم قد بلغ في الزهد الغاية وفي الورع والعفة النهاية حسن الأوصاف والشمائل كريم الأعطاف والخصائل جمع بين الهيبة والشفقة والصدق والصدقة وسياسة الملك بالفضل وكياسة العدل بالعقل هيبته ممزوجة بالدولة وعاطفته مدموجة في الصولة وقد عاهد الرحمن بالكف عن أذى الجيران وأن لا يريق دماً ولا يتعاطى محرماً ولا يأكل دسماً ولا يتعدى عهده بأمر ما يتقوت بنبات القفار ويقوم الليل ويصوم النهار يرعى فيدولته الغنم والذئب وينام في ظل أمانه الثعلب والأرنب يعد الحرب في الأشهر الحرم لكل متعد مجرم ينطبق عليه قول الشاعر:
ولي البرية عد لنا فتمازجت ... أضدادها من شدة الإيناس
يحنو على ابن الماء أم الصقر بل ... يحمي أخو العصباء أخت كناس
وكان في جوازه دوحة كثيرة الثمار نضيرة الأزهار غزيرة الأنهار رائعة الماء والكلأ فائقة النمو والتمار رياحينها طرية ومروجها