الريح، ومنها الإعجاز الرجسات والأيام النحسات والقواصف والعواصف والخواصب والصرصر والنكبا والزعزع والرخا وقد قال فيهم العزيز العليم:(فأرسلنا عليهم الريح العقيم ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم) . ثم اعلمي يا ربة الحجال وفتنة الرجال أن النار تحرق من يقربها وتذهب من يصحبها وتنشف الطراوة وتذهب نشوة الطلاوة وتلتقم ما نجده وتبلعه وتزدرده وتسود الوجوه بدخانها وتزلم الوجود بقربانها وتمحو الآثار وتهدم الديار مع أنها تنضج الأطعمة وتطبخ الأغذية وتهدي النور وتدفي المقرور وترشد الضال في القفار وهي على رؤوس الجبال، قال رب العالمين ومكون الكون:(أفرايتم النار التي تورون أأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشئون نحن جعلناها تذكرة ومتاعا للمقوين) وكذلك الماء يا ذات الثغر الالمي يذهب الظمأ ويظهر النما ويبرد الصدور ويطفي الحرور وينبت الزروع ويدر الفروع ويحمل الراكب، وما فيها من مركوب وراكب وإذا أطلقت المياه والعياذ بالله تعالى غرقت السفن وابتلعت المراكب وخطفت الراجل والمراكب ونعوذ بالله من هجوم السيل خصوصا في ظلام الليل وكذلك التراب يا زين الأحباب غيبت الحصرم والعنب والثمر والحطب والشوك والرطب ونشرع سنان الشوك المحدد وغصون السهم المسدد ويريى الورد والأزهار والرياحين والنوار والرياض النضرة والغياض الخضرة ثم يعمي النواظر ويفترش تحت الحوافر ويعطي الحلو والمر والزعفران والبر والناعم والخشن والقبيح والحسن. وهذه المضرة والمنفعة مركبة من العناصر الأربعة التي هي أصل الكائنات وسبح المخلوقات وإذا كان ذلك وقاك الله شر المهالك وأرشد إلى أوضح المسالك فاعلمي بالتحقيق يا ذات الثغر العقيق أن هذا الملك الأعظم بل وكل أولاد آدم مركبون من