الضارة ليحمل عن الماشي مضاره فقال له أعطني هذا الحمل المتعب لأريحك في حمله في هذا المذهب وابلع ريقك واقطع طريقك فقال: قد فهمت تلك النية وما أضمرت من يليه فاتركني وحالي فلي حاجة بمالي.
وإنما أوردت هذا المثل لتعلم يا فحل الرجال أن العقاب لا يؤمن ولا يقطع فيه بالظن الحسن بل يتدبر في خطفه بوارقه ومخالب صواعقه ورجفات غوائله وبوائقه هذا إن سلمت شقه حياتنا من تشقيق حواشيه وتخلصت برد بقائنا من تمزيق غواشيه وأن بينك وبين هذا المراد أصعب من خرط القتاد والموانع التي هي دون سعاد فما الوصول إلى ملك الطير قريب السير ولا سهل المأخذ ولا سريع المنفذ وأين الحجل من العقاب؟ ذاك نائم النعيم وهذا في عقاب العقاب فتدبر عاقبة هذا الأمر وتأمل في الفراق بين التمر والجمر. والظاهر عندي وما أدى إليه فكري وجهدي أن قصارى هذه الأمور ليس لها إلا التطوع والقصور دون الوصول إلى ملك القصور. قال الذكر: لقد كررت عليك امرارا وأسندت إلى