والأصل في هذا كله حسم مادتهم بإهلاك شيخهم ما قدرنا على إهلاكه بتشتيت شملهم وتبديد جلهم وقلهم فقال العفريت للوزير الثالث: قل أيها المارد ما لك من التدبير في هذا الأمر الخطير وما تقول فيه وتشير؟ فقال: لاشك أن الطباع مائة إلى كل ما تسمعه وما يلقى إلى النفس لابد من أن يؤثر موقعه وما أشار به الوزيران نعم المشيران لا يخلو من فوائد ولا يعدو من عوائد فإني أعلم أنه أثر في الخواطر كما يؤثر في الرياض السحب المواطر وبالجملة فللكلام تأثير في النفس يظهر أثره في الحس ولهذا ترى رقيق الشعر وجليل العبارة يشجع الجبان وينخي اللئيم وينشط الكسلان، وهذه قضية تحتاج إلى روية وتدبر وإمعان خصوصاً بالنظر والتعمق في الفكر. والذي يظهر عندي وأقوله إن التعرض لهذا الرجل الدين الداعي إلى طريق الحق ليس بمحمود فإنه على الحق ومن أراد أن يبطل الحق فإن ضرره عليه يعود، ولقد بلغني أنه كان في بني إسرائيل رجل صالح تعرض له جماعة من فساقهم فقتلوه بغرض، فقتل بسببه سبعمائة لف وكل من كان لله فإن الله