أكابر أسلافي. فندم الوزير على ما وقع منه وعلم أنه فرط ووقع مع صاحبه في ورطة فلا حاجة قضى ولا صديقاً أبقى. فلما علم أن الأسد عفا تفكر في تدارك ما وقع منه وما هفا فلم ير أوفق من السعي بينه وبين الرئيس، وكان للدب صاحب أرنب يدعى مبارك الميلاد فعرض عليه القضية فلامه على ما كان منه وقال: يا أخي أما علمت أن الملوك يمال على هواهم ويطلب رضاهم وهل تحققت أن الملك طرح جانب الرئيس قطعاً حتى أنه لا يقبل عليه أصلاً هيهات إذا لم يعرف الكبير مقدار خدمة عبده ووفائه وحسن عهده، فما فائدة خدمته خصوصاً هذا الملك الجليل الذي نحن في خدمته هذه فنكون في عقب هذا الأمر مثل التاجر البلخي في أمر زوجته.
قال الدب أخبرني كيف كانت الحكاية؟ قال مبارك الميلاد ذكروا أنه كان في بلخ تاجر كثير المال عريض التجارة فاتفق أنه تراجعت عنه الدنيا وصار كلما قصد شيئاً خسر فيه إلى أن نفد ما عنده فلم ير لنفسه إلا التغرب والبعد عن وطنه إلى أن يقضي الله ما يختار، فقصد بلاد المغرب وأقام بها مدة ففتح الله تعالى عليه