ومكانتك عندي متميزة سمية وإذا لم يراع الشخص رفيقه في الشدة فلا خير فيه في الرخاء، وإذا كان كذلك فأنا أطلق لك الإذن في الكلام فيما اخترت وكيف ما شئت. قال المحتال: أول شروطي عليك أن لا تقرب المؤذي ولا قول العواني ولا تقربهما إليك ولا تلتفت إلى كلامهما، الثاني لا تعجل في فصل الخصومة حتى يتبين لك حقيقتها ومحقها ومبطلها وكل قضية تكون في عقباها ندامة لا تعلمها بالعجلة، الثالث لا تعود لسانك فحش الكلام وسب الناس فإن ذلك ينفرهم قيل: إن عيسى عليه السلام مر بجيفة وكان مع حواريه فذكر كل منهم قباحتها ونتنها فقال عيسى عليه السلام: ما أشد بياض أسنانها فقيل له في ذلك فقال: لا أعود لساني الفحش، الرابع لا تصغي إلى سماع فاحش الكلام كما لا تعود لسانك قوله ولا تعود سمعك الإصغاء إليه، الخامس التحبب إلى الرعية بكل ما تصل إليه قدرتك، فإن السلطان إنما هو سلطان بالخدمة وكل ملك أحبته رعيته دام سلطانه وأعلم أن العدو القديم لا يأتي منه صديق وبأدنى شيء تفسد صداقته كما أنه بأبعد شيء حصلت مودته لا سيما إذا كان في الوسط حسود أو نمام وناهيك قصة الفأرة مع القط.
قال الزكي كيف كانت تلك القضية؟ قال المحتال ذكروا أن