للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[مشكلات الجامعات الإسلامية في البلاد الإفريقية جنوب الصحراء]

بينما كانت الجامعات الإسلامية الإفريقية العريقة تقوم بدور حضاري، وتبني قيما وأخلاقا وعقولا منتمية لإفريقية وللإسلام والعروبة، جاء نظام التعليم الاستعماري يحاول اقتلاع كل القيم والأخلاقيات الإيجابية والاتجاهات الفكرية الإفريقية المتكئة على الإسلام. . ويسعى إلى غرس الشعور بالإذعان في وجه كل من كان أوروبيا ورأسماليا.

كما أن تضمين عملية التعليم الاستعماري للعنصرية والتبجح الثقافي اللتين تضمرهما الرأسمالية قد زاد الوضع سوءا، فقد كانت الثقافة المدرسية عبارة عن تعليم من أجل الإخضاع، والاستغلال، وخلق التشوش الذهني، وتنمية التخلف (١)، لقد أفسد نظام التعليم الأوروبي تفكير الإفريقي وحساسيته وملأه بعقد شاذة (٢).

ويعتبر (التعليم الاستعماري) وما أفرزه من أفكار وسلوكيات هو - بحق - أول مظهر من مظاهر أزمة التعليم في إفريقية، وهو واحد من أبرز المشكلات التي تواجه الجامعات الإسلامية الإفريقية.


(١) والتر رودني: أوروبا والتخلف في إفريقيا ص ٣٥٢.
(٢) والتر رودني: أوروبا والتخلف في إفريقيا ص ٣٦٤.