منذ السنوات الأولى لوجود المسلمين في أمريكا، بذلوا جهودا في مجال التربية والتعليم. غير أن هذه الجهود كانت مقصورة في البداية على بعض النشرات والمطبوعات باللغة العربية، وكانت تلك المطبوعات قد لعبت دورا هاما في ربط هؤلاء المبعثرين هنا وهناك معا عن طريق توثيق صلتهم بلغتهم التي كانت، ولا زالت، مهددة بالنسيان من قبل أهلها في تلك البلاد، على حين نجد الأمريكان أنفسهم يقبلون على دراسة لغتنا وتقاليدنا ليتمكنوا من محاربتنا بشكل أكثر فعالية. كما أن تلك المطبوعات باللغة العربية، مكنت المغتربين الأوائل من الاطلاع على أخبار بلادهم وأهلهم فيما وراء البحار. ففي سنة ١٨٩٢م صدرت في نيويورك صحيفة " كوكب أمريكا " لتكون الصحيفة الأولى الناطقة بالعربية في أمريكا، وكان لها فضل في المحافظة على إبقاء اللغة العربية حية في نفوس أوائل المهاجرين. وتوالى بعدها صدور الصحف بالعربية ففي سنة ١٨٩٧م صدرت صحيفة الأيام وفي سنة ١٨٩٨م صدرت في فيلادلفيا جريدة " الهدى " وصدرت " المهاجر " في واشنطن سنة ١٩٠٣م، وقد توالى صدور هذه الصحف العربية بين فترة وأخرى ومعظمها يهدف بشكل رئيسي إلى إبقاء اللغة العربية حية في أذهان أبنائها.