للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد أصبح تعليم اللغة العربية للجيل الثاني من المهاجرين إلى أمريكا أحد الموضوعات المشوقة المفيدة في مجلة " العالم السوري ". ففي سنة ١٩٢٨م نشرت تلك المجلة رسالة جاءتها من بروكلين في نيويورك تشير إلى التخوف من اضمحلال اللغة العربية لدى الجيل الثاني. وتحض على وجوب تعلمها، جاء فيها: " إنه لواجب علينا أن نعطي اللغة العربية العناية التي تستحقها، وفي رأيي أن معرفة اللغة العربية شيء يجب أن يميزنا في أمريكا عن غيرنا، ولذلك فإنه لمن الواجب بذل كافة الجهود الممكنة من أجل نشر تلك اللغة. وإن عدم تعليمها ليعتبر تقصيرا من قبل الآباء تجاه أبنائهم، ذلك أنه بنفس الحماسة التي نرسل فيها أبناءنا إلى معلم خصوصي ليعلمهم العلوم مثلا، يمكننا، بل يجب علينا أن نرسلهم إلى معلم يعلمهم لغتنا العربية، ويجب أن يكون التحدث في البيت قاعدة عامة لدينا جميعا.

وبالرغم من تزايد أعداد هذه الدوريات سنة بعد أخرى إلا أنها لم تعد تفي بالحاجات التعليمية المتزايدة للجالية الإسلامية في أمريكا. فأصبح الكثيرون من الآباء المسلمين في قلق بشأن مستقبل أبنائهم إذا ما عجزوا عن تهيئة الجو التعليمي الذي يتلاءم مع روح الدين الإسلامي الحنيف، كما أصبحوا في قلق متزايد من احتمال تأثير الثقافة الرأسمالية في المدارس في تلك البيئة. ومما زاد من تخوفهم أن الأطفال بدأوا يتأثرون بشكل واضح بالثقافة الأمريكية التي كانوا تحت سيطرتها في المدرسة والمجتمع وحتى في البيت، حيث لا مناص للطفل من مشاهدة التلفزيون الذي يطفح بالبرامج التي تنقل وجهة النظر الأمريكية، أو على الأصح، وجهة النظر اليهودية التي من شأنها تحطيم أخلاق الناس جميعا والتي تحرص دوما على نشر الأساطير عن الإسلام والمسلمين فتصفهم بالعنصرية والهمجية والغش والخداع والزواج والطلاق وما إلى ذلك من