لم تكن العدالة كلمة تقال أو شعارا ينطق به، بل لقد نفذت تنفيذا عمليا جديا لا محاباة فيه لحاكم أو محكوم مهما علا شأنه وكانت قيمته، وقد جعل للقضاء قدسية وجعل كلمته فوق كلمة الخليفة، وكان يطبق هذا على نفسه وعلى غيره.
جاءه مصري من حلوان يقول له، إن أباه عبد العزيز اغتصب ضيعته في إبان ولايته على مصر، وعنف المصري على عمر فلان له وقال:
نازعني منازعة كريمة، ولا تشتم عرضي فإن لي فيه شركاء وإخوة وأخوات، وهؤلاء لا يرضون أن أرد لك الضيعة بغير القضاء، والرأي أن نذهب إلى القاضي.
واستمع القاضي للمتخاصمين فقضى للمصري، فقال عمر: قد أنفقنا عليها ألف ألف درهم. فنظر القاضي فإذا عمر وأهله قد أخذوا من غلتها بقدر ما أنفقوا: فقال: