للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الوصية الثانية: {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} (١)

هذا أمر صريح ظاهر في إلزام الأولاد ببر الوالدين، وإكرامهما والإحسان إليهما إحسانا مطلقا، لا يشوبه قصور أو تقصير، ولا يحوم حوله ضيق أو تضجر، أو شعور بالتثاقل في أداء هذا الحق، ولا شك أن هذا من أسمى أنواع التربية، ومما يدل على سمو حق الوالدين ورفعة منزلتهما؛ أن جعل الله سبحانه وتعالى الإحسان إليهما مقترنا بحقه في الطاعة والعبادة، وقد اقترن حق الوالدين بحق الله في جملة من الآيات، ففي سورة البقرة: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} (٢)، وفي سورة النساء: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} (٣)، وفي سورة الأنعام: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} (٤)، وفي سورة الإسراء: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا} (٥) {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّي ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} (٦)


(١) سورة البقرة الآية ٨٣
(٢) سورة البقرة الآية ٨٣
(٣) سورة النساء الآية ٣٦
(٤) سورة الأنعام الآية ١٥١
(٥) سورة الإسراء الآية ٢٣
(٦) سورة الإسراء الآية ٢٤