ابن عمرو، الإمام، القدوة، الواعظ، الحجة، أبو عبد الله المزني، البصري، أحد الأعلام، يذكر مع الحسن وابن سيرين.
حدث عن المغيرة بن شعبة، وابن عباس، وابن عمر، وأنس بن مالك، وأبي رافع الصائغ، وعدة.
حدث عنه ثابت البناني، وعاصم الأحول، وسليمان التيمي، وحبيب العجمي، وحميد الطويل، وقتادة، وغالب القطان، وأبو عامر صالح الخزاز، ومبارك بن فضالة، وصالح المري، وابنه عبد الله بن بكر، وآخرون.
قال محمد بن سعد الكاتب كان بكر المزني ثقة، ثبتا، كثير الحديث، حجة، فقيها.
قال سليمان التيمي: الحسن شيخ البصرة، وبكر المزني فتاها.
وقال عبد الله بن بكر: أخبرتني أختي قالت: كان أبوك قد جعل على نفسه أن لا يسمع رجلين يتنازعان في القدر إلا قام فصلى ركعتين.
قلت: هذا يدل على أن البصرة كانت تغلي في ذلك الوقت بالقدر، وإلا فلو جعل الفقيه اليوم على نفسه ذلك لأوشك أن يبقى السنة والسنتين لا يسمع متنازعين في القدر ولله الحمد، ولا يتظاهر أحد بالشام ومصر بإنكار القدر.
عن بكر المزني - وهو في " الزهد " لأحمد - قال: كان الرجل في بني إسرائيل إذا بلغ المبلغ، فمشى في الناس، تظله غمامة.
قلت: شاهده أن الله قال: وظللنا عليكم الغمام ففعل بهم - تعالى - ذلك عاما، وكان فيهم الطائع والعاصي.
فنبينا - صلوات الله عليه - أكرم الخلق على ربه، وما كانت له غمامة تظله ولا صح ذلك ; بل ثبت أنه لما رمى الجمرة كان بلال يظله بثوبه من حر الشمس.
ولكن كان في بني إسرائيل الأعاجيب والآيات، ولما كانت هذه الأمة خير الأمم، وإيمانهم أثبت، لم يحتاجوا إلى برهان، ولا إلى خوارق، فافهم هذا.
وكلما ازداد المؤمن علما ويقينا، لم يحتج إلى الخوارق ; وإنما الخوارق للضعفاء، ويكثر ذلك في اقتراب الساعة.