كان زيد بن ثابت رضي الله عنه يحسن لغتين - على الأقل - إلى جانب لغته العربية، أما اللغة الأولى فهي السريانية، وهي اللغة التي يتحدث بها اليهود آنذاك، وقد تضافرت الأخبار على أنه كان يجيد هذه اللغة قراءة وكتابة، وأنه تعلمها بتوجيه من الرسول صلى الله عليه وسلم، وأنه كان يقرأ لرسول الله الكتب التي ترده بهذه اللغة، وأنه يكتب له بها حين يريد أن يكتب بها. وإن كنا لا نعرف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد وجه كتابا معينا بهذه اللغة لأحد، ولا تحفظ لنا الآثار النبوية شيئا من هذا فيما نعلم.
وقد اختلف في الزمن الذي أمر فيه الرسول صلى الله عليه وسلم بتعلم السريانية، فقد ذكر الطبري في تاريخه في حوادث السنة الرابعة للهجرة فقال: وفي هذه السنة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن ثابت أن يتعلم كتاب يهود، وقال لا آمن أن يبدلوا كتابي (١). .
ولكن روى الإمام أحمد في المسند وابن حجر في الإصابة ما يفيد أن