للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وجوب تبليغ الدعوة والقيام بها]

جاءت الآيات الكثيرة والأحاديث الشهيرة بالحث على (الدعوة إلى الله)، وبيان وجوبها، وما للداعي فيها من الأجر، والآيات القرآنية الدالة على الدعوة أكثر من آيات الصوم والحج - الذين هما ركنان من أركان الإسلام الخمسة. فالدعوة إلى الله - من أعظم واجبات الشريعة المطهرة، وأصل عظيم من أصولها بها يكمل نظام الشريعة ويرتفع شأنها، والله سبحانه وتعالى جعل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرقا بين المؤمنين والمنافقين (كما في قوله تعالى): {الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ} (١) ثم قال: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} (٢)

فدل على أن (أخص أوصاف المؤمن: - الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - (ورأسها): الدعوة إلى الإسلام).

وقد كان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبا في الأمم المتقدمة كما في قوله تعالى: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ} (٣) {كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} (٤)

(أي): لا ينهى بعضهم بعضا عن ارتكاب المآثم والمحارم، ثم ذمهم على ذلك ليحذر من ارتكاب مثل الذين ارتكبوه - فقال: {لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} (٥) مؤكدا (بلام القسم) تقبيحا لصفتهم وتحذيرا من سوء فعلهم. . . . وقوله سبحانه في صفة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: {يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ} (٦)


(١) سورة التوبة الآية ٦٧
(٢) سورة التوبة الآية ٧١
(٣) سورة المائدة الآية ٧٨
(٤) سورة المائدة الآية ٧٩
(٥) سورة المائدة الآية ٧٩
(٦) سورة الأعراف الآية ١٥٧