للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(٦ - مناقشات لهذه الطوائف)

الطائفة الأولى: أي التي كفرت بالله، وأنكرت البعث والجزاء: لن أسلك بهذه الطائفة مسلك الفلاسفة، ولن أخوض معهم في تلك المقدمات والأقيسة الطويلة، بل سأكتفي بأن أذكرهم بقانون من كلامهم، وأبني عليه سؤالا قصيرا أوجهه إليهم فإن أجابوا عليه انحل الإشكال {وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ} (١) وإن عجزوا عن الإجابة أحلتهم على موطن الإجابة الكافية الشافية، وإن عاندوا وكابروا - فلا فائدة من مناقشتهم ماداموا مصرين على عنادهم: {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ} (٢).

أما قانونهم الذي يقررونه ويدرسونه في العلوم الكونية، ويؤمنون به كإيمانهم بأن السماء فوقنا والأرض تحتنا فهو قانون (القصور الذاتي)، وخلاصته:

(أن كل ساكن يبقى على سكونه حتى يحركه محرك، وكل متحرك يمضي في حركته واتجاهه، فلا يقف عن حركته ولا يلوي عنها إلا بعامل يسكنه، أو يحوله عن اتجاهه).


(١) سورة الأحزاب الآية ٢٥
(٢) سورة البقرة الآية ٦