للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[قائد سرية أم قرفة بوادي القرى]

بعث النبي صلى الله عليه وسلم زيدا على رأس سرية إلى أم قرفة بوادي القرى على سبع ليال من المدينة، في شهر رمضان من السنة السادسة الهجرية، وهي من فزارة من بني بدر.

وخرج المسلمون من المدينة، يكمنون النهار ويسيرون الليل، وخرج بهم دليل لهم. ونذرت بهم بنو بدر من فزارة، فكانوا يجعلون ناطورا (١) لهم حين يصبحون، فينظر على جبل لهم مشرف وجه الطريق الذي يرون أنهم يأتون منه، فينظر قدر مسيرة يوم، فيقول: ارحلوا فلا بأس عليكم هذه ليلتكم!.

فلما كان زيد وأصحابه على مسيرة ليلة، أخطأ بهم دليلهم الطريق، فأخذ بهم طريقا أخرى حتى أمسوا وهم على خطأ. وعرفوا خطأهم، ثم صمدوا (٢) لهم في الليل حتى صبحوهم، وكان زيد نهاهم عن المطاردة، ثم أمرهم ألا يتفرقوا، وقال: "إذا كبرت فكبروا"، ثم أحاط بفزارة في بيوتهم، كبر وكبروا، فخرج مسلمة بن الأكوع، فطلب رجلا منهم حتى قتله، وأخذ جارية بنت مالك بن حذيفة بن بدر، وجدها في بيت من بيوتهم، وهي ابنة أم قرفة، واسم أم


(١) الناطور: حافظ الكرم، والمعنى هنا: الراصد
(٢) صمدوا لهم: أي تثبتوا لهم وقصدوهم وانتظروا غفلتهم، انظر النهاية (٢/ ٣٧٤)