لو شاء الله أن تتكرر أعجوبة الفتية الذين آمنوا بربهم وزادهم هدى في المرحلة الراهنة من حياة المجتمع الإسلامي لكانت المفاجأة أكبر من سابقتها في أعين الفتية ومشاهديهم، ذلك لأن التطور الذي لابس حياة السابقين خلال تلك المئات من السنين لم يكد يتجاوز سطوح الأشياء والعادات، بخلاف التغيرات الهائلة التي أحدثتها الحقب المماثلة في حياة الأجيال المعاصرة. . . إذ الفرق بين حركة الماضي البعيد وتبدلات الحاضر العتيد هو الفرق نفسه بين عصر المطايا الحية والقوارب البدائية، وبين عصر الكهرباء والذرة والفيديو والتلفاز والماخرات الفضائية، التي يريد بها الإنسان استكشاف ما وراء الأفلاك. .
وهكذا تتعقد مشكلات الجيل على الباحث الذي يستشعر مسئوليته نحو أمته فلا يكاد يدري من أين يبدأ في علاجها ولا يستبين الطريق للوصول إلى حلولها الصحيحة.
على أن المفكر المسلم يظل أقرب إلى السداد في رؤيته للأحداث ما التزم