للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

خامسا: الإيمان بأن الشريعة الإسلامية ناسخة لجميع الشرائع السابقة

إن ثمة حقيقة لا ريب فيها وهي: (إن دين الله واحد، جاءت به الرسل جميعا، وتعاقبت عليه الرسل جميعا، وعهد الله واحد، أخذه على كل رسول من لدن آدم عليه الصلاة والسلام إلى خاتم الرسل محمد صلى الله عليه وسلم. ولكن كما كان دين الأنبياء والمرسلين دينا واحدا، وأمتهم أمة واحدة، كان لكل واحد منهم شرعة ومنهاج. قال تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا} (١).

فهذه الحقيقة أعلنها القرآن وهي تدحض شبه المارقين والماديين الذين ينكرون الأديان بسبب اختلافها في جوهرها وأصولها، ويدعون وهم الظالمون بأن كل نبي يأتي من عنده بدين يناقض سابقيه، وهذا ادعاء كاذب مجاف للواقع، ولا يمت إلى حقيقة الأديان بصلة، فالدين واحد في أصوله،


(١) سورة المائدة الآية ٤٨