ومن حكمة الزواج أنه الطريق المأمون لصون الأنساب، وعدم اختلاط الماء في الأرحام، وهو الذي يعطي للأنساب صفتها الشرعية، فبالزواج يكتسب المرء نسبه الصحيح، وينضم إلى المجتمع ويعترف له بحق الوجود، ولهذا حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على توكيد نسبه الطاهر الصحيح بقوله: «إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل، واصطفى من بني إسماعيل بني كنانة، واصطفى من بني كنانة قريشا، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم، فأنا خيار من خيار (١)».
ولا يخفى على ذوي الألباب، ما لحفظ الأنساب من أهمية شرعية في ضبط عملية المصاهرة، وتحديد النفقة، وصلة الأرحام، وتوزيع التركات، وإنسانية
(١) البداية والنهاية: ٢: ٢٥٦، ٢٥٧، مسلم بشرح النووي ١٥: ٣٦ زاد المعاد ١: ٧١ هامش.