غار ثور أكبر من غار حراء، وأبعد منه عن مكة، يقع في جنوبي مكة. نزل به الرسول وصاحبه الصديق ليلة الهجرة ليتواريا عن أعين قريش بعد أن قررت اقتفاء أثرهما وخصصت مكافأة عظيمة لمن يقتلهما. من هذا الغار سلك الرسول وصاحبه طريقا غير مطروق في هجرتهما إلى المدينة. نزل قوله تعالى:(إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا) الآية [التوبة:٤٠]. وهو صخرة مجوفة في قمة الجبل أشبه بسفينة صغيرة، ظهرها إلى أعلى ولها فتحتان إحداهما في المقدمة والأخرى في المؤخرة. شهد هذا الغار تأييد الله لرسوله. ففي الصحيحين والترمذي عن أبي بكر رضي الله عنه قال:(نظرت إلى أقدام المشركين من الغار، وهم على رؤوسنا، فقلت: يا رسول الله، لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لرآنا، فقال: يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما) متفق عليه.