للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المبحث الخامس: الصفة الخامسة: تجريح القيادة، ونسبة ما يصيب المسلمين من سيئة لسوء تصرفها:

وصف الله المنافقين بأنهم قوم إذا أصابتهم حسنة من خير أو نصر أو غنيمة قالوا: هذه من عند الله، وإذا أصابتهم سيئة كالهزيمة والقتل تشاءموا بمحمد صلى الله عليه وسلم، وقالوا: هذه من عندك يا محمد، أسأت التصرف وأسأت النظر، ما أحسنت التدبير وما أصابنا من شر فهو بسبب اتباعنا لك، وإذا كانوا يقولون هذا لمحمد صلى الله عليه وسلم، فهم يقولونه لغيره من قيادات الجيوش بعده من باب أولى، وهم بهذا يلبسون على العوام، ويوهمون الناس بخلاف الواقع، ويجرحون القيادة ويحطمونها، قال تعالى: {وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا} (١)،


(١) سورة النساء الآية ٧٨