للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تنبيه]

قد دل ما ذكرناه من الأحاديث الصحيحة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومن كلام أهل العلم، على أن مخاطبة الجني، ووعظه وتذكيره ودعوته للإسلام، وإجابته إلى ذلك، ليس مخالفا لما دل عليه قوله تعالى عن سليمان عليه الصلاة والسلام في سورة " ص " أنه قال: {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} (١)، وهكذا أمره بالمعروف، ونهيه عن المنكر، وضربه إذا امتنع من الخروج، كل ذلك لا يخالف الآية المذكورة، بل ذلك واجب، من باب دفع الصائل، ونصر المظلوم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما يفعل ذلك مع الإنسي. وقد سبق في الحديث الصحيح أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ذعت الشيطان حتى سال لعابه، على يده الشريفة عليه الصلاة والسلام، وقال: «لولا دعوة أخي سليمان عليه السلام لأصبح موثقا حتى يراه الناس (٢)» وفي رواية لمسلم من حديث أبي الدرداء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي، فقلت:


(١) سورة ص الآية ٣٥
(٢) سبق تخريجه ص١٠.