للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السؤال السادس عشر:

ما هو ضابط المبيت في مزدلفة وإذا تعذر المبيت واكتفى الحاج بالمرور بها فقط فما حكم حجه؟

الجواب:

يجب على الحاج المبيت بمزدلفة إلى أن ينتصف الليل وإن كمل المبيت وصلى بها الفجر وذكر الله بعد الصلاة واستغفره حتى يسفر كان أفضل وأكمل، ويجوز للضعفة من النساء والشيوخ ومن يلزمهم الدفع في النصف الأخير من الليل؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم رخص للضعفة من أهله في ذلك. أما هو صلى الله عليه وسلم فبات بها وصلى بها الفجر وذكر الله بعد الصلاة وهلله واستغفره، فلما أسفر جدا دفع إلى منى والأكمل للحجاج التأسي به صلى الله عليه وسلم في ذلك، وللضعفة الترخيص في الدفع قبل الصبح كما تقدم. ومن ترك المبيت في مزدلفة من غير عذر شرعي وجب عليه دم؛ لكونه خالف السنة، ولقول ابن عباس رضي الله عنهما: من ترك نسكا أو نسيه فيهرق دما. ولا شك أن المبيت في مزدلفة نسك عظيم حتى ذهب بعض أهل العلم إلى أنه ركن من أركان الحج، وذهب بعضهم إلى أنه سنة. وأعدل الأقوال أنه واجب من الواجبات في الحج يجب بتركه دم، مع التوبة والاستغفار ممن ترك ذلك عمدا من غير عذر شرعي.