أما بالنسبة للغتين العربية والفارسية فإن بينهما صلات قديمة جدا ترجع إلى وقت دخول الإسلام إيران بعد أن أقبل كثير من الفرس على اعتناق الإسلام أحرارا مختارين، في غير ما إجبار أو اضطرار، لأن المظالم التي اصطلوا بنارها قبل الإسلام حببت إليهم أن يقبلوا على اعتناقه، فكفل لهم العرب حريتهم الدينية، وعاملوا أتباع الزرادشتية معاملة أهل الكتاب، فقبلوا منهم أن يبقوا على دينهم ويدفعوا الجزية.
وقد تسابق كثير من أهل فارس إلى تعلم اللغة العربية، لغة الدين الذي آمن به كثير منهم، ولغة الفاتحين الذين يتصلون بهم، وسرعان ما أجادها بعضهم، وكانوا قدوة لمن بعدهم، حتى صار كثير من مشهوري الشعراء والكتاب والعلماء باللغة والدين من أبناء فارس. وكان من أثر القرآن على اللغة الفارسية أن فقدت اللغة الفارسية شخصيتها القديمة، وظهرت الفارسية الجديدة، وقد تشكل نصف معجمها كما شكلت أساليبها وأوزانها من العربية، حتى صارت لسانا آخر غير اللغة السابقة على الإسلام وهي