للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[التعريف بالجنة]

الجنة: " هي دار النعيم في الدار الآخرة، من الاجتنان وهو الستر، لتكاثف أشجارها وتظليلها بالتفاف أغصانها.

قال: وسميت بالجنة وهي المرة الواحدة من مصدر جنه جنا إذا ستره، فكأنها سترة واحدة لشدة التفافها وإظلالها " (١).

قال ابن القيم رحمه الله تعالى: " ولما علم الموفقون ما خلقوا له وما أريد بإيجادهم رفعوا رؤوسهم فإذا علم الجنة قد رفع لهم فشمروا إليه، وإذا صراطها المستقيم قد وضح لهم فاستقاموا عليه، ورأوا من أعظم الغبن بيع ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر في أبد لا يزول ولا ينفد بصبابة عيش إنما هو كأضغاث أحلام أو كطيف زار في المنام، مشوب بالنغص، ممزوج بالغصص إن أضحك قليلا أبكى كثيرا، وإن سر يوما أحزن شهورا.

آلامه تزيد على لذاته، وأحزانه أضعاف مسراته، أوله مخاوف، وآخره متالف، فيا عجبا من سفيه


(١) لسان العرب مادة (جنن) ١٣/ ١٠٠.