للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[دفع التقوى للبلاء قبل وقوعه]

إن من تدبر جزاء وثواب التقوى في كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم علم بأنها سبب كل خير في الدنيا والآخرة، فإذا قرأت كتاب ربك من أوله إلى آخره وجدت التقوى مفتاح كل مسرة ومغلاق كل مضرة في الدنيا والآخرة، وهي سبب لدفع البلاء، ولا تأتي البلايا والمحن والعقوبات إلا بسبب الإهمال أو الإخلال بالتقوى وإضاعتها، أو إضاعة جزء منها، التقوى لها فوائد عديدة في الدنيا والآخرة، ومن فوائدها وثمارها في الدنيا جلب الخير ودفع البلاء – بإذن الله – فهي سبب لحصول الرحمة واندفاع النقمة، يقول الله تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} (١) وهي سبب للفلاح والنجاح ودفع الفشل والانحطاط، يقول سبحانه: {فَاتَّقُوا اللَّهَ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (٢) ومن فضائل التقوى أيضا الأمن من الخوف والحزن، يقول الله تعالى: {فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} (٣)، والتقوى سبب للتيسير واليسر على المتقي لربه، يقول الله تعالى:


(١) سورة الحجرات الآية ١٠
(٢) سورة المائدة الآية ١٠٠
(٣) سورة الأعراف الآية ٣٥