[يوم أحد]
لم تكد قريش تكسب جولة في أحد حتى هتف شاعرها ابن الزبعري بحسان يناديه:
يا غراب البين أسمعت فقل ... إنما تنطق شيئا قد فعل
أبلغا حسان عني آية ... فقريض الشعر يشفي ذا الغلل
ليت أشياخي ببدر شهدوا ... جزع الخزرج من وقع الأسل
فجاوبه حسان وعارضه بقوله:
ذهبت بابن الزبعري وقعة ... كان منا الفضل فيها لو عدل
ولقد نلتم ونلنا منكم ... وكذاك الحرب أحيانا دول
إذ شددنا شدة صادقة ... فاجأناكم إلى سفح الجبل
ولم يشتف حسان بتلك القصيدة التي عارض بها ابن الزبعري فأرسل حسان قصيدة أخرى منها:
ما أبالي أنب بالحزن تيس ... أم لحاني بظهر غيب لئيم
ولى البأس منكم إذ حضرتم ... أسرة من بني قصي صميم
تسعة تحمل اللواء وطارت ... في رعاع من القنا مخزوم
لم يولوا حتى أبيدوا جميعا ... في مقام وكلهم مذموم
وأقاموا حتى أزيروا شعوبا ... والقنا في نحورهم محطوم
وقريش تلوذ منا لواذا ... لم يقيموا وخف منها الحلوم
لم تطق حمله العوائق منهم ... إنما يحمل اللواء النجوم