الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على سيدنا محمد ما دامت الأرض والسماوات، وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين.
وبعد فإن الله سبحانه قد أرسل نبينا محمدا - صلى الله عليه وسلم - ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، فأدى - صلى الله عليه وسلم - الأمانة، وبلغ الرسالة، وتركنا على المحجة البيضاء التي لا يزيغ عنها إلا هالك، فشريعة الله حاكمة وفيها ما يعالج أحوال الناس في شتى أقطارهم وأزمانهم، فهي وحدها الصالحة لكل زمان ومكان.
وفي هذه الشريعة جانب كبير لمعالجة قضايا المال الذي هو عصب الحياة، وقد نشطت الدراسات الفقهية التي تعالج الجانب الاقتصادي في السنوات الأخيرة بعد أن أصبحت المشكلة الاقتصادية هي المحور الذي تلتف عليه كل البحوث الفكرية في أيامنا.
ومشكلة النقود وأحكامها وطرق تنظيمها من أهم فروع الدراسات التي يجب التوجه إليها وإزاحة الركام الذي تركته القرون المتطاولة على أعظم ثروة فقهية عرفها الإنسان على هذا الكوكب وهي شريعتنا الإسلامية الغراء المحفوظة بحفظ الخالق جل وعلا.